مظفر النواب ثورة شِعرية نادرة لم تتوارد ولن تتكرر على مر الزمن

171

بقلم سند صدام

مظفر النواب ثورة شِعرية نادرة لم تتوارد ولن تتكرر على مر الزمن، فقضيته أكبر من أن يكتب كلمة ويكون مشهوراً بذريعتها كما يفعل كُتاب وشعراء اليوم، إنه ثقافة خاصة ونظام ثقافي لمجتمع متنوع كالمجتمع العراقي يكاد أن يتوحد بجميع اختلافاته ويتفق مع قصائد النواب الساخطة على السلطة والظلم برمته، النواب تأريخ ثوري سجَّلَ اروع الكلمات لأجهاض غرور السلطات، وغرور المحبين، واعلاء الجمالية الفنية في اللحن العراقي الشعري ليكون مميزاً بطريقة حزينة وفق المنهاج السومري الذي علم الشعوب كيف يكتبون وكيف يعزفون بل وكيف يحزنون ويشربون من نخب فرحهم دقائق قليلة ثم يعودوا الى الحزن ثانية، ولست ادري كيف أن العراق صانع الحزن بهذا الشكل ليهذوا مبدعيه بأرشق الكلمات وأنعمها قواماً فهم أنيقين جداً في حزنهم ومواساة غربتهم الروحية وغرابتهم الانسانية، مظفر وغيره من شعراء الوطن والحب هم وجوه متعددة لعملة واحدة صنعت منهم الظروف السيئة عقولاً جيدة، وربَّاهم وطنهم على الوفاء اليه بالكلمة، الكلمة التي كثيراً مالامست قلب الطفل وعقل العجوز فكيف لنا أن ننسى من تعلمنا منه كيف نلقي محبتنا على الحياة رغم القائها علينا الهموم والنكبات..؟

لستُ هُنَا.
لستُ في البَيتِ،
مُنذ أختلفنَا
جَفَاني المَكان!

وفي هذا النثر الجميل كيف لنا أن ننكر إبداعه وهو يعلمنا أن البيت للمرأة ولو كانت ملكيته تعاد الى الرجل، فمن الرجولة أن يحمل هو أسباب الخصام وحقيبة الأختلافات ووجه المشكلة ويرحل عنها كي لا تُمسَّ مشاعرها بحافة كلمة ربما ستبكيها ليلة بِأتمها.

سند صدام

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.

آخر الأخبار